التحقيقات
الإنزال الامريكي في أطمة بريف إدلب
٢٧ تموز ٢٠٢٢تحقيق يتناول العملية الأمريكية التي استهدفت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية القرشي شمال سوريا
اطبع المقال
- حول الحادثة
- مقدمة
- المنهجية
- لمحة عن أبو ابراهيم الهاشمي القرشي
- حول أطمة، سوريا
- المبنى المستهدف
- سكان الطابق الأرضي/الأول
- سكان الطابق الثاني
- سكان الطابق الثالث
- تسلسل الأحداث
- مروحيات فوق أطمة قرب منتصف الليل
- إخلاء المدنيين وانفجارات نحو الساعة 01:00
- اشتباك مع جهة معادية
- الآثار
- الأضرار الخارجية
- الأضرار الداخلية
- الذخائر في الطابق الثالث، ومصدر الانفجار
- الضحايا
- الذخائر المستخدمة
- الذخائر التي عُثر عليها بالقرب من المبنى
- مروحية عُثر عليها على مسافة 5.4 كيلومترات من موقع الحادثة
- خاتمة
جدول المحتويات
حول الحادثة
- مكان الحادثة: إدلب، أطمة
- موقع التأثير: مبنى من ثلاثة طوابق في شمال أطمة
- التاريخ: 3 شباط 2022
- التوقيت: بين منتصف الليل والثالثة فجراً بالتوقيت المحلي
- الضحايا: مقتل 9 مدنيين على الأقل وإصابة واحدة بالاستهداف بينهم نساء وأطفال
- نوع الحادثة: استهداف بري وجوي باستخدام مروحيات، منها مروحيات من طراز “بلاك هوك”
- الذخائر المحددة: ذخائر متفجرة صغيرة
- المسؤول المحتمل: القوات الأمريكية في الاستهداف الذي طال زعيم تنظيم الدولة، أبو إبراهيم القرشي
مقدمة
بعد منتصف ليل الثالث من شباط 2022، نفذت القوات الأمريكية إنزالاً جوياً على مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في بلدة أطمة الواقعة شمال غربي سوريا. وكان أبو ابراهيم الهاشمي القرشي (حجي عبد الله)، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية والهدف المُعلن للهجوم، يقيم في الطابق الثالث من المبنى. وكذلك يسكن المبنى مدنيون بينهم نساء وأطفال في طوابقه الثلاثة. أسفر الاستهداف، والاشتباك الذي أعقبه بين من كانوا داخل المبنى وخارجه، عن مقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال.
المنهجية
أجرى الأرشيف السوري تحقيقاً حول الحادثة عبر:
- حفظ، تحليل والتحقق من 157 فيديو وصورة وتقريراً رُفعت على الإنترنت تُظهر موقع الحادثة، وقت وقوعها، آثارها بما في ذلك الضحايا وبقايا الذخائر والضرر الذي تعرض له المبنى
- تحليل 13 فيديو وصورة التقطها باحثو الأرشيف السوري الميدانيون في موقع التأثير بعد خمسة أيام من الحادثة
- البحث والتعرّف على الذخائر الظاهرة في الفيديوهات التي تم تحميلها إلى وسائل التواصل الاجتماعي
- معاينة صور أقمار صناعية تُظهر موقع الحادثة ومواقع أخرى ذات صلة
- تحليل بيانات رصد الطيران للتحقق من وجود طائرات فوق موقع الحادثة وقت وقوعها
بنى فريق الأرشيف السوري التحقيق بناء على معلومات أساسية جمعها عدد من المنظمات والمحللين.
التقط باحث من الأرشيف السوري على الأرض صوراً ومقاطع فيديو بعد خمسة أيام من وقوع الحادثة. إلا أن الأجهزة والملابس وممتلكات أخرى تتبع لسكان المبنى كانت قد نُظّفت أو أُزيلت خلال تلك الأيام. استخدمت الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها باحث من الأرشيف السوري على الأرض والواردة في هذا التقرير لتسليط الضوء على السمات الرئيسية للموقع والتي تتقاطع مع المحتوى الذي تمت مشاركته على وسائط الإنترنت منذ تاريخ 3 شباط/فبراير والصور التي التقطها باحث الأرشيف السوري بتاريخ 8 شباط/فبراير 2022.
هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زودت المصادر الفريق بمعلومات حول تاريخ الاستهداف، توقيته، موقعه، ضحاياه، والدمار الذي طال المكان. عبر فحص جميع المعلومات المتوفرة عن الاستهداف، طوّر فريق التحقيقات فهماً للحادثة.
لمزيد من المعلومات حول منهجية الأرشيف السوري، يُرجى زيارة موقعنا.
لمحة عن أبو ابراهيم الهاشمي القرشي
ولد القرشي بالقرب من الموصل في العراق وانضم إلى القاعدة في أوائل عام 2000، وبعد الإعلان عن تأسيس الدولة الإسلامية، أصبح الشرعي العام ونائب أمير الموصل. في عام 2008 ، اعتقلت القوات الأمريكية القرشي في مداهمة لمنزله وتم إيداعه في السجن. بعد الإفراج عنه، أصبح القرشي قاضيا في الموصل وطُلب منه إنشاء معهد لإعداد قضاة مستقبليين في الشريعة. يُقال إن القرشي كان مسؤولًا عن تشجيع القبض على النساء الإيزيديات في العراق. بعد عدة محاولات اغتيال وبعد الهزيمة الإقليمية لداعش بدأ القرشي بالتخفي، متنقلًا بين منازل مختلفة في شمال غربي سوريا، وفي عام 2019 رُشّح ليكون خليفة الدولة الإسلامية. كانت حكومة الولايات المتحدة تلاحق القرشي قبل أن يتولى الخلافة، وفي مارس 2020 خصصت مبلغ 5 ملايين دولار أمريكي للحصول على معلومات عن مكان وجوده أو دوره في الإبادة الجماعية للإيزيديين. كما صنفت حكومة الولايات المتحدة القرشي كإرهابي عالمي.
حول أطمة، سوريا
تقع بلدة أطمة في محافظة إدلب على الحدود السورية التركية. وتضم البلدة مخيمين كبيرين للنازحين داخلياً ارتفع عدد سكانهما بشكل ملحوظ مع تصاعد وتيرة استهداف مناطق متفرقة في محافظة إدلب.
صور أقمار صناعية من 2015 و2020 تظهر أطمة ومخيمات النازحين المحيطة بها
تقع أطمة بالقرب من معبر حدودي مع تركيا، وتخضع لسيطرة شبه تامة من هيئة تحرير الشام ومجموعات أخرى مرتبطة بها. واستهدفت القوات الحكومية السورية والروسية مناطق مدنية في محيط أطمة وبلدة قاح المجاورة بحجة محاربة الإرهاب. حقق الأرشيف السوري سابقًا في استهداف مخزن وقود جنوبي أطمة، واستهداف مخيم قاح للنازحين داخلياً شرقي أطمة.
المبنى المستهدف
ركز الاستهداف على منزل يقطنه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (حجي عبد الله) وعائلتان أُخريان. يقع المنزل في أطمة على بعد 2 كيلومتر من الحدود التركية.
حدد الأرشيف السوري الموقع الجغرافي للمبنى بالاستعانة بفيديو صورته طائرة مسيرة ونُشر على الإنترنت، وصور أقمار صناعية من ماكسار/ التقطت في 22 تشرين الثاني 2021.
وفقاً للدفاع المدني السوري، وحكومة الولايات المتحدة، وشهود أجرت معهم مواقع إخبارية مقابلات، ومقاطع فيديو على الإنترنت تُظهر موقع الحادثة، يتألف المبنى المستهدف من طابق أرضي/أول و طابق ثانٍ وطابق ثالث.
سكان الطابق الأرضي/الأول
صورة باب الطابق الأرضي/الأول من تقرير مصور لسلام نيوز
كان يسكن في الطابق الأول “رجل وامرأة بالغان وأربعة أطفال” وفقاً لحكومة الولايات المتحدة. أجرت مواقع إخبارية محلية عدة مقابلات مع السيدة من الطابق الأول. وأخبرت المراسلين أن زوجها وأطفالها كانوا في المنزل وقت الاستهداف. وذكرت أنها تعرف الرجل في الطابق العلوي باسم “أبو أحمد” فقط. وكذلك أجرت وكالة الشرق للأخبار مقابلة مع رجل وطفل ذكرت أنهما يسكنان في الطابق الأول.
سكان الطابق الثاني
صور غرف في الطابق الثاني من المبنى من تقرير الجزيرة مباشر عن الاستهداف
وفقاً للحكومة الأمريكية، كان مساعد القرشي يسكن في الطابق الثاني رفقة زوجته وأطفاله الخمسة. وذكرت السيدة التي تعيش في الطابق الأول أن جارها أبو أحمد كان يسكن مع زوجته وأطفالهما الخمسة. وكتب تلفزيون سوريا في تقرير عن الاستهداف أن رجلاً من حلب كان يستأجر المنزل ويسكن في الطابق الثاني مع زوجته وأطفالهما الثلاثة. كما زعم شاهد يرتدي كوفية حمراء، قال إنه والد صاحب المنزل، في عدة مقابلات مع مواقع إخبارية محلية، أن مُستأجر البيت رجل من حلب كان يسكن رفقة زوجته وأطفالهما الصغار الثلاثة في الطابق الثاني. تُظهر صور عقد إيجار المنزل -لن ينشرها الأرشيف السوري حفاظاً على خصوصية مالك المنزل -أن رجلاً يُدعى مصطفى استأجر الطابق الثاني في 6 آذار 2021 ليسكن فيه مع عائلته. ويُذكر أن الرجل عمل في “نقل الغذاء” و”صيانة السيارات” في مدينة سرمدا القريبة. ويُظهر العقد أن مصطفى استأجر الطابق الثالث بعد ثلاثة أشهر.
وفقًا لحكومة الولايات المتحدة، قد يكون الرجل المنحدر من حلب هو أبو أحمد الحلبي (أبو أحمد حاووط) المقرب من القرشي، ورئيس مخابرات تنظيم الدولة في حلب.
سكان الطابق الثالث
صور الطابق الثالث من المبنى نشرتها أورينت نيوز ومستخدم تويتر عبد الوهاب
أوضح، والد صاحب المنزل، الشاهد ذو الكوفية الحمراء أوصاف قاطني المبنى وزعم أن شقيقة أبي أحمد كانت تسكن في الطابق الثالث مع ابنتها. بينما قالت الحكومة الأمريكية إن القرشي كان يسكن في الطابق الثالث مع زوجته وأطفالهما الثلاثة. وزعم شاهد في تقرير إخباري أن القرشي وعائلته انتقلوا إلى المبنى بعد استئجار أبي أحمد الطابق الثالث.
وقال أحد الجيران في مقابلة مع قناة الحرة إنه لم يلحظ أي تحركات في المنزل أو حوله ونادراً ما رأى من يقطنه. وقال رجل آخر في مقابلة على الحرة إنه صاحب المنزل ولم يكن يعلم أن إرهابياً يعيش في منزله.
تسلسل الأحداث
بعد مدة قصيرة من الاستهداف في 3 شباط 2022 أصدر الدفاع المدني السوري، والحكومة الأمريكية، وعدة مواقع إخبارية بيانات وتقارير حول الحادثة تضمنت تسلسل أحداث الاستهداف. أدناه، تسلسل الأحداث العام وفقاً لشهادات تحقق منها الأرشيف السوري عبر تحليل بيانات مرئية، بالإضافة إلى صور وفيديوهات التقطها باحثو الأرشيف السوري الميدانيين الذين قاموا بزيارة مكان التأثير.
مروحيات فوق أطمة قرب منتصف الليل
صرحت الحكومة الأمريكية في مؤتمر صحفي على لسان المتحدث باسم البنتاغون جون إف كيربي، أن الاستهداف في أطمة وقع في الليل. وأفاد الدفاع المدني السوري بوقوع إنزال جوي بعد منتصف الليل. ونقل تلفزيون سوريا انطلاق ثلاث مروحيات أباتشي من العراق، لتبدأ قصف منزل القرشي نحو الساعة 01:11 بالتوقيت المحلي. وحذرت تغريدات من رمايات بالرشاشات الثقيلة من عدة مروحيات في محيط أطمة عند الساعة 00:22 بعد منتصف الليل.
وأبلغت قناة مرصد سوريا على تلغرام في 3 شباط 2022 الساعة 00:04 عن ثلاث مروحيات تحلق فوق قاح ( بلدة تبعد عن منزل القرشي نحو 4.5 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي) متجهة غرباً. واستمر إبلاغ المرصد عن مروحيات تحلق بشكل دائري حول قاح حتى الساعة 02:09 حين شوهدت المروحيات تتجه شمالاً. وأبلغ المرصد عن طائرة استطلاع تحلق بشكل دائري فوق قاح بين الساعة 02:09 و الساعة 04:09.
تتوافق الشهادات حول طائرة استطلاع في محيط أطمة مع بيانات تعقب حركة الطيران FlightRadar24، التي تُظهر عدة طائرات تحوم في محيط أطمة وبالقرب منها طوال ليلة الاستهداف.
مسارات ما يُعتقد أنها طائرات استطلاع حلقت في محيط أطمة وقربها نحو الساعة 01:00 بالتوقيت المحلي
تُظهر مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت مروحيات يُزعم أنها فوق أطمة. ولأن هذه المقاطع صُورت ليلاً، لم يتمكن الأرشيف السوري من تحديد المعالم الجغرافية الواضحة والتحقق من مكان تصويرها بالضبط. ورغم الظلام، تُظهر مقاطع البث المباشر التي رفعها مستخدم فيسبوك ”اعلامي مخيمات أطمة” وقناة الجزيرة سوريا وقناة ”عمر نزهت” على اليوتيوب انفجارات ويسمع فيها ما قد يكون أصوات مروحيات وإطلاق نار. رُفعت فيديوهات البث المباشر للمستخدم “إعلامي مخيمات أطمة” الساعة 00:41 والساعة 01:02 بالتوقيت المحلي، والبث المباشر من الجزيرة سوريا الساعة 01:03 بالتوقيت المحلي، والبث المباشر من ”عمر نزهت” الساعة 02:41 بالتوقيت المحلي. وتؤكد الطوابع الزمنية التقارير التي تفيد بأن الاستهداف بدأ نحو الساعة 01:00 واستمر حتى الصباح الباكر من يوم 3 شباط.
وتتضمن مقاطع فيديو أخرى على الإنترنت ما قد يكون صوت مروحيات وإطلاق نار. في تقرير مصور التُقط ليلاً ورُفع عند الساعة 01:51 بالتوقيت المحلي، وصف مراسل أورينت نيوز الأحداث، وذكر تحليق 4 مروحيات فوق أطمة وانفجارات كبيرة. وأكد شهود في مقابلات حول الاستهداف أنه وقع بعد منتصف ليل 3 شباط. وذكر رجل يسكن في مخيمات أطمة للنازحين داخلياً، قابلته سلام نيوز، رؤية مروحيتين تحلقان فوق أطمة الساعة 01:00. كما قال شاهد آخر على العملية، قابلته حلب اليوم، إنه رأى مروحيات تهبط بالقرب من المنزل نحو الساعة 01:00 أو 01:30. في مقابلة مع أورينت نيوز ومصادر أخرى، قال شاهد يسكن بالقرب من مبنى القرشي إنه سمع ورأى مروحيات تحلق فوق أطمة عند الساعة 00:45، وقال الرجل إن الطائرات هبطت بالقرب من منزله بعد 15 دقيقة من التحليق، نحو الساعة 01:00.
وعند النظر إلى المحتوى وأوقات تحميل البث المباشر ومقاطع الفيديو ككل، نجد أنها تتوافق مع ادعاءات الشهود باستخدام مروحيات في الاستهداف الذي وقع بعد منتصف ليل 3 شباط 2022.
إخلاء المدنيين وانفجارات نحو الساعة 01:00
أكد مسؤولو البنتاغون في بيان صحفي أن القوات الأمريكية أجلت عشرة مدنيين من المبنى، ومن بينهم “ستة من الطابق الأول -رجل وامرأة وأربعة أطفال -ثم أربعة أطفال من الطابق الثاني”. وصرح المتحدث باسم البنتاغون جون إف كيربي، أن مكبرات الصوت استخدُمت “لمطالبة جميع من في المبنى للخروج”، إضافة إلى حث “السيد عبد الله” للخروج من الموقع. وأفاد تلفزيون سوريا أن جندياً يتحدث العربية بلهجة عراقية، دعا عبر مكبر الصوت من كانوا داخل المبنى للخروج وحذرهم من التعرض للقتل في حال عدم استجابتهم.
وحدد الأرشيف السوري عدة مقاطع فيديو، تتضمن صوتاً عبر مكبر صوت يطلب من الناس الخروج من المبنى.
ويُظهر اثنان من مقاطع الفيديو هذه بالإضافة إلى مقاطع أخرى، جزء من المبنى يحترق. ويظهر الضرر الناجم عن هذا الحريق في لقطات للمطبخ في شقة الطابق الثالث من المبنى، كما سيظهر لاحقاً في هذا التحقيق.
صورة من مقطع فيديو يُظهر حريقاً في غرفة في المبنى، وصورة من تقرير مصور لشبكة المحرر الإعلامية لمطبخ محترق في الطابق الثالث من المبنى
في مقابلة مع بلدي نيوز ووكالة الأناضول، وصفت سيدة من سكان الطابق الأرضي/الأول من المبنى عملية الإخلاء. وقالت السيدة في المقابلتين إنها سمعت تحذيراً لكل من في المبنى -نساء ورجالاً وأطفالاً -يدعوهم إلى تسليم أنفسهم أو القتل. وأضافت إن القوات الأمريكية استهدفت الباب بقذيفة وأطلقت النار على المبنى حين كانت ما تزال داخله. يبدو أن باب شقة الطابق الأول تعرض لضرر كبير في أعقاب الهجوم، كما سيتضح لاحقًا في هذا التحقيق، ما يشير إلى أنه قد يكون استُهدف في وقت ما أثناء الحادثة. يُظهر أيضاً الضرر الإضافي المُفصل لاحقاً في هذا التقرير عدة نقاط تأثير للذخيرة على المبنى الخارجي والداخلي.
ووفقاً للسيدة ذاتها خلال مقابلاتها الإعلامية؛ تم أخذ الأطفال منها فور خروجها معهم من المبنى، وطُلب منها خلع حجابها والنزول على الأرض. وأضافت أن القوات الأمريكية أوقفت الجميع قرب أشجار بجوار المنزل حيث كان جيرانها أيضاً. وقالت إنها وزوجها تعرضا للضرب والاستجواب، كما أوضحت السيدة أن أحد الرجال كان يتحدث بلهجة عراقية. ووصفت سماع انفجار بعد مغادرتها المنزل وأصوات إطلاق نار، وقالت إنها أخبرت الجنود أن الشخص الوحيد الذي تعرفه في الطوابق الأخرى هو رجل يُدعى “أبو أحمد” في الطابق الثاني. أضافت السيدة خلال مقابلتها أنّ أبا أحمد وزوجته وأحد أبنائهما قتلوا في الاستهداف، بينما نجا أطفالهما الآخرين. وذكرت أن الأحداث وقعت بين الساعة 01:00 والساعة 03:00
مراسل بلدي نيوز يُجري مقابلة مع أحد سكان الطابق الأول حول الاستهداف
وأجرت الشرق للأخبار مقابلة مع رجل وطفل يقيمان في الطابق الأرضي/الأول، وتتوافق أقوالهما مع ما ذكرته السيدة من الطابق الأول. ووصف الرجل تعرضه للضرب والاستجواب، كما ذكر الطفل أنه أُخذ إلى قرب منزل أحد الجيران وسُئل عن اسمه وأسماء جيرانه.
وتتضمن تغطية أورينت نيوز للحدث مقابلات مع شاهدَين ظهرا أيضاً في عدة تغطيات أخرى على الإنترنت. ووصف الشاهد الأول هبوط مروحيات قرب منزله وخروج جنود منها، وذكر أن جندياً تحدث الإنجليزية إلى مترجم دعا بدوره من في المبنى إلى الإخلاء وأطفالهم أمامهم. وقال الشاهد الثاني، إنه يسكن بالقرب من “مستشفى أورينت” في أطمة، وإنه أُخذ إلى منزل القرشي وسُئل عن سكان المبنى.
يزعم المسؤولون الأمريكيون أنه بعد فترة وجيزة من بدء الدعوات لإخلاء المبنى، فجر القرشي قنبلة في الطابق الثالث من المبنى ما أسفر عن مقتل زوجته وطفليه. وذكرت السيدة التي تعيش في الطابق الأرضي، في مقابلة مع بلدي نيوز، سماع دوي انفجارين بعد الإخلاء. بالمعلومات المتوفرة في هذا الوقت، لم يتمكن الأرشيف السوري من تأكيد من مزاعم الحكومة الأمريكية أن القرشي فجر عبوة ناسفة، ما أسفر عن مقتله وعائلته. ولم يذكر أي شهود في المصادر المتاحة، والمقابلات على الإنترنت، تفجير القرشي أو أي شخص في المبنى لقنبلة. رغم أن بعض الشهود، ومنهم السيدة التي تعيش في الطابق الأول، ذكروا سماع انفجارات بعد وقت قصير من الإخلاء.
اشتباك مع جهة معادية
وفقا للحكومة الأمريكية، بعد الانفجار وإجلاء المدنيين وكذلك قبل مغادرة الموقع، أطلق مساعد القرشي في الطابق الثاني وزوجته النار على القوات الأمريكية. وصرحت الحكومة أنهما “قُتلا، -ويبدو أن -طفلاً قد قُتل أيضاً في الطابق الثاني”. ووصفت الشاهدة المذكورة سابقاً، إطلاق نار من الطابق الثاني للمبنى. تشير علامات الشظايا الواضحة على جدران مطبخ وحمام الطابق الثاني إلى وقوع هجوم على سكان الطابق الثاني. كما ذكرت الحكومة الأمريكية أن “مجموعة صغيرة من الأفراد كانت تقترب من المجمع” اعتبرتهم القوات الأمريكية معاديين واشتبكت معهم، “ما أدى إلى قتل اثنين منهم، وأسفر ذلك عن إنهاء ذلك النشاط العدائي، وغادر الآخرون الموقع”. وأشار الدفاع المدني السوري أيضاً إلى أن “الاشتباكات اللاحقة” زادت إجمالي عدد القتلى نتيجة الاستهداف. تزعم منشورات على الإنترنت أن أعضاء من هيئة تحرير الشام أطلقوا النار على القوات الأمريكية. ويبدو أن الأضرار التي لحقت بواجهات المحلات والسيارات على بعد نحو 100 متر جنوب شرق المبنى -الموصوفة في القسم التالي من هذا التحقيق -تتوافق مع هذه التقارير عن اشتباكات خارج المبنى.
أفاد تلفزيون سوريا أن سيدتين فجرتا أحزمة ناسفة في الطابقين الثاني والثالث. ولم يتمكن الأرشيف السوري من العثور على أي معلومات على الإنترنت تشير إلى إلى وقوع انفجار مفخخ في الطابق الثاني، بما في ذلك تحليل مقاطع فيديو وصور تظهر الطابق الثاني، إلا إن مراجعة إضافية من الخبراء يمكن أن توفر رؤية أفضل. تتوافق أعداد الضحايا التي سجلتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان والدفاع المدني السوري مع مزاعم مقتل أبي أحمد وزوجته وطفل في الطابق الثاني.
تشير منشورات على الإنترنت وتقارير إخبارية وإفادات شهود إلى انتهاء العملية بين الساعة 02:00 و 03:00.
الآثار
فهرس الأرشيف السوري وحفظ أكثر من 150 مقطع فيديو ومنشورات أخرى تظهر المبنى المستهدف بعد الهجوم، بما فيها صور وفيديوهات التقطها باحثو الأرشيف السوري الميدانيين في موقع التأثير. تظهر مقاطع فيديو من تلفزيون سوريا، وشام الإخبارية، ووكالة ثقة، وبلدنا نيوز، والجزيرة سوريا، وصحفيين مستقلين، المبنى ليلاً بعد الاستهداف مباشرة، بينما تُظهر أخرى المبنى في وضح النهار بعد ساعات من الاستهداف.
الأضرار الخارجية
تُظهر مقاطع الفيديو والصور أضراراً كبيرة في الجزء الخارجي من المبنى و السيارات وواجهات المحلات المجاورة، نتيجة للاستهداف على ما يبدو. وتظهر صور جوية من وكالة الأناضول الجزء المنهار من الطابق الثالث من المبنى والأنقاض المحيطة به.
ويُظهر بث مباشر على فيسبوك من تلفزيون سوريا، نُشر بعد نحو سبع ساعات من الاستهداف الساعة 10:44 بالتوقيت المحلي، أضراراً كبيرة في السطح الخارجي للمبنى. بالتحديد، الركام على الجانب الشمالي من المبنى، قد يكون ناجماً عن الانفجار الذي تسبب بدمار حائط واحد خارجي على الأقل في الطابق الثالث.
صور التقطها أحد باحثي الأرشيف السوري في 8 فبراير لسقف الطابق الثالث المنهار وأنقاض ما يبدو أنه جدار خارجي في الطابق الثالث.
يظهر مقطع فيديو من شبكة المحرر الإعلامية في تمام الثانية 0:07 موقعين لسقوط القذائف على الجانب الجنوبي من المبنى على شرفة غرفة النوم في الطابق الثاني. كما أن صورًا ومقطع فيديو التقطها باحث من الأرشيف السوري في موقع التأثير بالإضافة إلى صورة التقطتها شبكة أخبار شام؛ تشير إلى أن ذخيرة ثالثة أصابت باب شرفة المطبخ في الطابق الثاني من المبنى، ما قد يكون السبب في إتلاف إطار باب حمام الطابق الثاني خلف المطبخ.
وأثناء سيره على شرفة الطابق الثاني في الدقيقة 1:05، أشار مراسل الجزيرة مباشر إلى الأضرار التي لحقت بالمبنى والتي ادعى أنها ناجمة عن الرصاص الذي أطلق على المنزل. تتوافق هذه الأضرار، وكذلك آثار الشظايا الواضحة في شقة الطابق الثاني مع التقارير التي تفيد بحدوث اشتباك بين القوات الأمريكية وسكان الطابق الثاني. كما هو موضح لاحقًا في هذا التقرير، تشير الأضرار الداخلية التي لحقت بالطابق الثاني إلى أن ما لا يقل عن ذخيرة واحدة أصابت على الأرجح شقة الطابق الثاني وهي مسؤولة عن علامات الشظايا داخل الشقة وخارجها.
صور مقتطعة من فيديو لشبكة المحرر الإعلامية تُظهر نقاط تأثير ذخيرتين على شرفة خارجية للمبنى
صورة التقطها باحث من الأرشيف السوري لموقع الاستهداف تُظهر نقطتي تأثير الذخيرة على شرفة غرفة النوم في الطابق الثاني على الجانب الجنوبي من المبنى
صورة التقطها باحث من الأرشيف السوري في موقع الضربة وصورة من شبكة أخبار شام تظهر الباب المنهار إلى الشرفة بالقرب من مطبخ الطابق الثاني.
صورة مقتطعة من فيديو الجزيرة مباشر تظهر آثار شظايا على الجانب الخارجي الأيمن لباب شرفة المطبخ
ويُظهر تقرير بلدي نيوز حول الاستهداف وعدد من المصادر الأخرى أضراراً لحقت بواجهات محلات على بعد نحو 100 متر جنوب شرقي المبنى. وتُظهر مصادر مختلفة على الإنترنت أضرارًا لحقت بالسيارات المتوقفة بالقرب من واجهات المحلات وكذلك مقابل المبنى المُستهدف بالهجوم مباشرة. يتوافق هذا الضرر مع مزاعم الحكومة الأمريكية بوقوع اشتباك مع أفراد داخل المبنى وخارجه.
صور أقمار صناعية ويظهر فيها المبنى المُستهدف بالمربع الأحمر ـ وواجهات المحلات والسيارات المتضررة بالمربع البرتقالي.
تحديد الموقع الجغرافي لواجهات المحلات المتضررة في تقرير بلدي نيوز حول الاستهداف
تحديد الموقع الجغرافي للسيارات المتضررة بالقرب من واجهات المحلات المتضررة
صور من بلدي نيوز ووكالة الأناضول حيث يشير المربع الأحمر إلى السيارة المتضررة بشكل مباشر، كما يشير المربع البرتقالي للمبنى المُستهدف.
الأضرار الداخلية
تُظهر مقاطع الفيديو والصور التي التقطت بعد الهجوم ضرراً كبيراً لحق بالمبنى من الداخل، وتحديداً في الطابقين الثاني والثالث، إذ ركزت المواد المتاحة على توثيق الأضرار فيهما. تشمل الأضرار الواضحة الانهيار الجزئي للطابق الثالث، واحتراق المطبخ في الطابق الثالث، وآثار ما يبدو أنها دماء على أرض الطابقين الثاني والثالث، يُرجح أنها دماء من قتلوا في الاستهداف.
الطابق الأول/الأرضي
صور من سلام نيوز وبلدي نيوز تظهر باب الطابق الأرضي/الأول
يُوثق عدد قليل نسبياً من مقاطع الفيديو التي جمعها الأرشيف السوري الطابق الأرضي/الأول من المبنى. وهو الطابق الذي يسكن فيه الشهود الذين تحدثوا مع مصادر الأخبار المحلية المذكورة أعلاه. الضرر الوحيد الذي ظهر في مقاطع فيديو الطابق الأرضي/الأول، المنشورة من قبل بلدي نيوز وسلام نيوز، هو الباب الأمامي للطابق الأرضي، الذي فُتح بتفجير إلا أنه بقي متصلاً بالمبنى. ويتوافق هذا الضرر مع إفادات شهود عيان يعيشون في الطابق الأرضي/الأول عن تفجير القوات الأمريكية لباب منزلهم.
الطابق الثاني
تظهر جولات مراسلي الجزيرة مباشر، وتلفزيون سوريا، وبلدي نيوز، ومواقع إخبارية محلية أضراراً جسيمة في الطابق الثاني من المبنى. تتكون الشقة التي كان يسكنها ”أبو أحمد” وزوجته وأطفالهما من غرفتي نوم وحمام ومطبخ وغرفة معيشة. تركزت غالبية الأضرار في مطبخ الشقة والحمام. يقع الحمام خلف المطبخ مباشرة، وكلاهما على الجانب الجنوبي الشرقي من الطابق الثاني.
مخطط أرضي تقريبي للطابق الثاني، تم إنشاؤه بمساعدة Nick Waters، كبير المحققين في Bellingcat. تمت المراجعة والتأييد من خلال زيارة باحث من الأرشيف السوري لموقع الحادث.
صورة للمطبخ في الطابق الثاني من تقرير مصور لشبكة المحرر الإعلامية حول الاستهداف، تنظر من خلال باب المطبخ مباشرة عبر باب الحمام.
صورة للحمام خلف المطبخ في الطابق الثاني من تقرير مصور للجزيرة مباشر عن الاستهداف
صورة أقمار صناعية للمبنى، يشير المربع الأحمر إلى الموقع العام للمطبخ والحمام في الطابق الثاني
كما هو موضح سابقًا في هذا التقرير، تُظهر الصور التي رفعت على الإنترنت وكذلك تلك التي التقطها باحث الأرشيف السوري في موقع الاستهداف؛ الباب المدمر من المطبخ إلى الشرفة وباب الحمام خلف المطبخ مباشرة. يشير هذا الضرر بالإضافة إلى نقطة ارتطام محتملة في الزاوية اليسرى السفلية من الحمام بالقرب من إطار الباب، إلى احتمالية إطلاق ذخيرة من الجنوب على الشقة من خلال باب الشرفة. يتوافق هذا مع إحدى نقاط تأثير الذخيرة المذكورة سابقًا على الجانب الجنوبي من المبنى.
مخطط أرضي للطابق الثاني يوضح المواضع التقريبية لعلامات الشظايا وعلامات التأثير المقدرة للمقذوفات الثلاثة، إضافة إلى المواقع التقريبية للدم (الأشكال الحمراء) وتقييم المسار المحتمل للقذيفة الثالثة عبر المطبخ (السهم الأزرق). تُظهر الصور المنشورة على الإنترنت ، والمدعومة بالصور ومقاطع الفيديو التي التقطها باحث من الأرشيف السوري على الأرض، بقعة كبيرة من الدم في الركن الشمالي الشرقي من الحمام وفي الردهة بين المطبخ والحمام.
صورة من شبكة أخبار شام تظهر باب الشرفة المدمر في المطبخ
مقطع فيديو التقطه باحث من الأرشيف السوري في موقع الاستهداف يظهر باب الحمام المدمر
صورة التقطها باحث من الأرشيف السوري في موقع الاستهداف تُظهر نقطة الارتطام المحتمل للذخيرة بالقرب من إطار باب الحمام.
صورة قمر صناعي من Google Earth Pro مع شرح توضيحي بسهم أحمر يشير إلى اتجاه محتمل للذخيرة التي اصطدمت بالشرفة وأبواب الحمام في الطابق الثاني من المبنى
تُظهر مقاطع فيديو على الإنترنت ما يبدو أنه آثار شظايا على الجدران الخارجية لمطبخ الشقة وفي الحمام خلف المطبخ مباشرةً. كما تضررت نافذة المطبخ، الواقعة أيضاً على الجانب الجنوبي الشرقي من المبنى، بالاستهداف. تتوافق علامات الشظايا بالإضافة إلى بقع الدم في الشقة مع إطلاق ذخيرة عبر مدخل شرفة المطبخ إلى داخل الطابق الثاني من المبنى.
علامات التشظي هذه وبقع الدم في الشقة لا تبدو متسقة مع ادعاء حكومة الولايات المتحدة بوقوع معركة بالأسلحة النارية مع سكان الطابق الثاني.
صور من الجزيرة مباشر وشبكة المحرر الإعلامية تُظهر الأضرار التي لحقت بنافذة المطبخ
لقطة من تقرير الجزيرة مباشر تظهر ما يبدو كآثار شظايا على الجدار الخارجي للمطبخ
لقطة من تقرير الجزيرة مباشر تظهر ما يبدو أنه آثار شظايا في الجدار الشمالي للحمام
صورة أقرب لعلامات التشظي الظاهرة على الجدار الشمالي للحمام تظهر في الصور التي التقطها باحث من الأرشيف السوري لموقع الاستهداف.
يمكن ملاحظة بقع دماء وعلامات أخرى في المطبخ وفي الردهة بين المطبخ والحمام وفي الحمام في الطابق الثاني في فيديو جولة الجزيرة في المبنى والصور التي نشرها مستخدم تويتر غيث السيد.بالإضافة إلى الصور والفيديوهات التي التقطها باحث الأرشيف السوري في موقع التأثير.
صورة نشرها مستخدم تويتر غيث السيد تظهر الدماء بين المطبخ والحمام في الطابق الثاني
صور التقطها باحث من الأرشيف السوري في موقع الاستهداف تظهر ما يبدو أنه دماء على جدار وأرضية وسقف المطبخ
صور التقطها باحث من الأرشيف السوري في موقع الاستهداف ويظهر فيها ما يبدو أنه دماء في حمام الطابق الثاني من الداخل (يمين) ومن الخارج (يسار).
هناك العديد من علامات الشظايا الإضافية في غرفة الاستقبال وغرفة النوم الصغيرة في الطابق الثاني، على غرار علامات الشظايا الخارجية الأصغر في موقعي التأثير على شرفة غرفة النوم بالطابق الثاني. من المحتمل أن يكون هذا الضرر ناتجاً عن قذيفة ثالثة أصابت الزاوية اليسرى السفلية من مدخل الحمام وارتدّ عنها شظايا إلى باقي الشقة.
صور التقطها باحث الأرشيف السوري في موقع الاستهداف، وتظهر علامات شظايا أسفل النافذة في غرفة النوم الثانية الأصغر (يمين) وعلامة شظية أعلى مدخل نفس غرفة النوم في الطابق الثاني (يسار)،
تُظهر مقاطع الفيديو والصور على الإنترنت الأضرار التي لحقت بأجزاء أخرى من الشقة بما فيها سخان المياه والأبواب وممتلكات سكان الشقة المتناثرة مثل البطانيات والفراش والملابس وألعاب الأطفال.
مدخل الشقة في الطابق الثاني من المبنى كما ظهر في تقرير شبكة المحرر الإعلامية
غرفة المعيشة في شقة الطابق الثاني بعد الاستهداف كما ظهرت في تقرير شبكة المحرر الإعلامية
زود مصدر خاص على الأرض الأرشيف السوري بصور يُدعى أنها تظهر أشخاصًا قُتلوا في الطابقين الثاني والثالث بعد الاستهداف مباشرة. تُظهر صور الطابق الثاني رجلًا في الردهة بين الحمام وباب المطبخ، وامرأة بالغة على أرضية الحمام ورأسها في الزاوية اليمنى الخلفية، وصبيًا يرقد على صدر المرأة. لم تظهر هذه الجثث الثلاث في مقاطع فيديو وصور التقطها صحفيون محليون بعد وقت قصير من وقوع الحادث. مع ذلك، فإن موقع الجثث والحطام في صور المصدر الخاص يتُسق مع بقع الدم الكبيرة والحطام الظاهر في مقاطع الفيديو والصور التي نشرت على مواقع الإنترنت موثّقة موقع الحادث. ورغم أن بقع الدم ظاهرة في جميع الصور التي تظهر المناطق ذات الصلة داخل المبنى، إلا أن بعض الحطام الذي ظهر في لقطات من موقع الحادثة، بما في ذلك الصور التي قدمها المصدر الخاص، قد تم تنظيفه وإزالته في الأيام التي أعقبت الهجوم، وبالتالي لا تظهر في مقاطع الفيديو وصور موقع الحادثة التي نشرت لاحقاً على مواقع الإنترنت. مع ذلك، فإن بقع الدم الكبيرة في الردهة وأرضيات الحمام لا تزال متطابقة مع مواقع الجثث الموضحة في صور المصدر الخاص.
بناءً على المعلومات الواردة أعلاه، وتحديداً الصور التي قدمها المصدر الخاص للأرشيف السوري وفي ظل عدم وجود كميات دم كبيرة ملحوظة في الحمام وممر الشقة في الطابق الثاني، كان هناك شخص واحد على الأقل، أو من المحتمل أنه كان هناك شخصان، امرأة وطفل يحتميان عند مقتلهما في الطابق الثاني. بحسب تصريحات الحكومة الأمريكية، كانت هذه زوجة وابن مساعد القرشي. لم يتمكن الأرشيف السوري من التحقق بشكل مستقل من هويات القتلى في الطابق الثاني.
الطابق الثالث
تعرض الطابق الثالث، الذي يضم منزل القرشي وعائلته، لأكبر قدر من الضرر. ويبدو أن الضرر نتج عن حريق في المطبخ والانفجار الذي تم الإبلاغ عنه، وأدى إلى انهيار جزء من الشقة. يُطابق مخطط شقة الطابق الثالث مخطط شقة الطابق الثاني، حيث تتألف من مطبخ في الجزء الجنوبي الشرقي من وحمام خلفه مباشرة. تدمّر جدار وباب مدخل الشقة كلياً، ولم ينج من الدمار سوى المطبخ والحمام. ويبدو مطبخ الشقة، على يمين المدخل مباشرة، محترقًا، ولوازم المطبخ وكذلك نوافذه مدمرة. الحمام الذي يقع مباشرة مقابل المطبخ، على غرار شقة الطابق الثاني، تضرر أيضاً.
صور من تقرير مصور لشبكة المحرر الإعلامية تظهر مدخل الشقة في الطابق الثالث ومطبخها وحمامها
انهارت بقية الشقة، وتناثر الركام وممتلكات السكان بما فيها البطانيات والملابس في أنحاء الطابق العلوي من المبنى وعلى الأرض خارج المبنى.
صورة أقمار صناعية في 11 نوفمبر 2019 للمبنى يشير الصندوق الأحمر إلى الجزء المنهار من شقة الطابق الثالث
صورة من فيديو ملتقط بطائرة مسيرة نشرته سيريا ون ويُظهر الجزء المنهار من الطابق الثالث
يُظهر تقرير مصور لشبكة المحرر الإعلامية الجزء المنهار من الشقة، والدم على سقف الجزء المنهار والبطانيات والملابس المتناثرة على الأرض. ويُظهر مقطع فيديو، يحتوي على مشاهد قاسية، نشره الدفاع المدني السوري متطوعين تحت الجزء المنهار من شقة الطابق الثالث وهم يجمعون ما يبدو أنه رفات بشرية. وهو ما يتوافق مع أنباء عن مقتل سكان الطابق الثالث هناك.
صورة تظهر أسفل الجزء المنهار من شقة الطابق الثالث من تقرير مصور لشبكة المحرر الإعلامية
الذخائر في الطابق الثالث، ومصدر الانفجار
يُظهر مقطع فيديو نشرته روسيا اليوم على قناتها في تلغرام، أجساماً في المبنى يبدو أنها تشبه بمظهرها عبوات ناسفة بدائية: خاصة الأسلاك الحمراء المرتبطة بمتفجرات ملفوفة. ولم يتمكن الأرشيف السوري من تأكيد أن المقطع صُور في موقع الانفجار. وأشار مستخدمو تويتر إلى صورة من شبكة شام تظهر الأسلاك الحمراء على سطح المبنى المنهار إلا أن بثاً مباشراً لتلفزيون سوريا على فيسبوك، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو الأخرى من داخل المبنى، يُظهر وجود أسلاك حمراء متصلة بما يبدو أنه قاطع التيار الكهربائي للمنزل، ما يشير إلى أن الأسلاك الحمراء قد تكون جزء من التمديدات الكهربائية الأساسية المستخدمة في جميع أنحاء المنزل.
صورة من شبكة شام، المربع الأحمر يشير إلى الأسلاك الحمراء بين الركام في الطابق الثالث من المبنى
لقطة ثابتة من بث مباشر لتلفزيون سوريا تُظهر الطابق الثاني من المبنى والأسلاك الحمراء في المبنى
الضحايا
قالت الحكومة الأمريكية في بيان صحفي إن القرشي وأفراد أسرته الثلاثة الذين يسكنون في الطابق الثالث قتلوا عند تفجيره عبوة ناسفة. وذُكر في البيان نفسه إجلاء أربعة أطفال من الطابق الثاني، وقتل مساعد القرشي وزوجته وطفل واحد على الأقل بعد تبادل لإطلاق النار في الطابق الثاني. ولم تُعلن عن وقوع إصابات بين السكان الذين يعيشون في الطابق الأرضي. ولكن عدد القتلى الذي أعلنت عنه الحكومة الأمريكية يتعارض مع التقارير الأخرى.
حيث أفاد الدفاع المدني السوري في بيان صحفي في اليوم التالي للواقعة انتشال “جثث ما لا يقل عن 13 شخصاً، بينهم 6 أطفال و4 نساء، قتلوا في الاشتباكات والقصف الذي أعقب عملية الإنزال الجوي”. ووفقاً للدفاع المدني السوري، نقل متطوعون إلى المستشفى طفلاً مصاباً قُتلت عائلته في الهجوم، وشخصاً آخر “أصيب في الاشتباكات حين اقترب من المكان ليشهد ما يحدث”. ويُظهر مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت متطوعاً في الدفاع المدني يحمل فتاة صغيرة أصيبت في الهجوم إلى سيارة إسعاف.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان “مقتل ستة أطفال وثلاث نساء في هذه العملية”. وتضمن بيان المنظمة صورة لمتطوعي الدفاع المدني ينقلون جثة من داخل المنزل.
وأكدت قيادة الدولة الإسلامية مقتل القرشي في استهداف شنته القوات الأمريكية.
تُظهر مقاطع فيديو وصور على الإنترنت جثث رجال وأطفال قتلوا في العملية. يظهر مقطع فيديو يحوي مشاهد مروعة نشرته قناة “مزمجر الثورة السورية” على تلغرام جثة القرشي، تم التحقق من هويته عبر المقارنة مع صور للقرشي نشرتها مصادر إخبارية على الإنترنت، بالإضافة إلى جثتي طفلين خارج المبنى. وتُظهر صور أخرى تم تشويشها قبل مشاركتها على الإنترنت جثة رجل وطفل رضيع وأطفال قُتلوا في الهجوم. ويُظهر مقطع فيديو بثته شبكة شام من موقع الاستهداف جهود الدفاع المدني السوري لانتشال جثث القتلى من الطابق الثالث من المبنى. ويظهر رجل في الفيديو يحمل جثة طفل ورد أنه قُتل في الاستهداف. وتظهر مقاطع فيديو أخرى جهود الدفاع المدني السوري لانتشال جثث القتلى من الطابق الثالث. بالإجمال، يمكن تحديد خمس حالات قتل وجريح واحد في اللقطات التي جمعها وفحصها الأرشيف السوري. ويبدو أن أربعة قتلى وجريح واحد هم من الأطفال.
تُظهر الصور التي سلّمت للأرشيف السوري جثث رجل وامرأة وطفل داخل شقة في الطابق الثاني، يُزعم أنها الأماكن التي ماتوا فيها. تظهر المرأة والطفل في زاوية الحمام والطفل ممسوك بين ذراعي المرأة. يظهر جسد الرجل بين المطبخ والحمام حيث يمكن رؤية بركة الدم الكبيرة في صورة رفعها مستخدم تويتر غيث السيد. يشير موقع هذه الجثث إلى أن الرجل والمرأة والطفل قُتلوا على الأرجح بقذيفة أطلقت على شقة في الطابق الثاني، تاركة نقطة اصطدام على إطار باب الحمام. تشير مواقع هذه الجثث وعلامات الشظايا إلى أن المرأة لم تكن تطلق النار على القوات الأمريكية، كما تدعي الحكومة الأمريكية، وكانت تحتمي مع الطفل في الحمام عندما قُتلت.
بشكل عام، من الممكن بشكل مستقل تحديد تسعة قتلى وجريح واحد في لقطات بثت على مواقع الإنترنت، تحقق الأرشيف السوري من ارتباطها بالاستهداف، بالإضافة للمواد التي تم تقديمها للأرشيف السوري من موقع الاستهداف. إنّ خمسة من هؤلاء القتلى و واحد من الجرحى كانوا من الأطفال.
الذخائر المستخدمة
تُظهر الصور ومقاطع الفيديو على الإنترنت ذخائر يبدو أنها استخدمت في الاستهداف وتركتها القوات الأمريكية، بالإضافة إلى مروحية مدمرة تم العثور عليها على بعد 5.4 كيلومترات من موقع الاستهداف. تزعم الغالبية العظمى من المصادر التي جمعها الأرشيف السوري أن المروحيات استخدمت في الاستهداف.
الذخائر التي عُثر عليها بالقرب من المبنى
وثُقت عدة مصادر على الإنترنت الهجوم ورفعت صورًا ولقطات أظهرت بقايا ذخيرة من الاستهداف. لا يستطيع الأرشيف السوري تأكيد ما إذا كانت الصور ومقاطع الفيديو قد التقطت في موقع الاستهداف لعدم وجود معرّفات فريدة. تظهر الصور ومقاطع الفيديو بقايا مُفجّر من طراز سكينباك صُنع شركة إنساين-بيكفورد للطيران والدفاع. يقع مقر الشركة في الولايات المتحدة، ولديها موقع إلكتروني يصف هذه الذخيرة، بما في ذلك فيديو يُبيّن كيفية استخدامها لكسر الأبواب ودخول المباني.
صورة تُظهر مُفجّر سكينباك من شركة إنساين-بيكفورد من تقرير مصور عن الاستهداف لبلدنا نيوز
صورة تُظهر مُفجّر سكينباك من شركة إنساين-بيكفورد من موقع الشركة
تُظهر الصور ومقاطع الفيديو على الإنترنت أيضاً قنابل ضوئية (فلاش) استخدمت في الهجوم. مرة أخرى ، نظرًا لعدم وجود معرفات فريدة، لم يتمكن الأرشيف السوري من تأكيد ما إذا كانت هذه الصور ومقاطع الفيديو قد تم التقاطها في موقع الاستهداف، ووفقاً لتقرير مولته وزارة الطاقة الأمريكية وكتبته شركة سانديا كوربريشن، شركة تابعة لشركة لوكهيد مارتن، فإنّ القنابل الضوئية (فلاش بانغ) عبارة عن أجهزة أو قنابل يدوية تستخدم في “إلهاء أو إعاقة الأعداء” وغالباً ما تستخدم في مواقف مثل إنقاذ الرهائن أو العمليات السرية.
صورة من قناة شبكة أخبار الشمال المحرر على تلغرام تُظهر قنبلة ضوئية يُقال إنها استُخدمت في الاستهداف
مروحية عُثر عليها على مسافة 5.4 كيلومترات من موقع الحادثة
صور من وكالة زيتون الإعلامية تُظهر بقايا مروحية مدمرة
تظهر الصور ومقاطع الفيديو على الإنترنت بقايا مروحية مدمرة على بعد نحو 5.4 كيلومتر شمال المبنى المُستهدف.
صور أقمار صناعية من ماكسار التقطت في 7 شباط 2022 تُظهر بقايا المروحية المدمرة
تحديد الموقع الجغرافي لصور تُظهر الموقع الذي هبطت فيه مروحية أمريكية ثم دُمرت
تحديد الموقع الجغرافي لصور تُظهر الموقع الذي هبطت فيه مروحية أمريكية ثم دُمرت
وفقًا لمسؤولين في الحكومة الأمريكية، واجهت المروحية عطلاً فنياً، ما أجبرها على الهبوط لتُدمر في مكانها. وقال مسؤول أمريكي إن المروحية كانت على الأرض حين دمرتها القوات الأمريكية بعبوة متفجرة كبيرة. لا توجد مزاعم في المحتوى الذي جمعه الأرشيف السوري عن وجود أي شخص في المروحية وقت الهجوم أو أن مجموعة أخرى غير القوات الأمريكية دمرت المروحية.
حددت مصادر على الإنترنت المروحية على أنها مروحية بلاك هوك. ويبدو أن البقايا التي تم العثور عليها في موقع الاستهداف، بما في ذلك مقدمة المروحية، تتطابق مع الصور الموجودة على الإنترنت لطائرة بلاك هوك.
مقارنة بين صورة لبقايا مروحية عُثر عليها شمال موقع الحادث (الوسط)، وصورة مروحية بلاك هوك من موقع شركة لوكهيد مارتن (أعلى)، وصورة مروحية من طراز بلاك هوك (Special Forces MH-60)
بالإضافة إلى ذلك، تكشف أرقام التعريف المكتوبة على أجزاء المروحية، وتحديداً الشفرة الدوارة لذيل المروحية، أن الأجزاء صنعتها شركة سيكورسكي، الشركة المنتجة لمروحية بلاك هوك، وهي شركة تابعة لشركة تصنيع الأسلحة الأمريكية لوكهيد مارتن.
فيديو يُظهر معلومات تحديد الهوية على أجزاء من المروحية التي عُثر عليها مدمرة على الأرض
70101-31000-043 من شركة سيكورسكي للطائرات سعر قطعة ذات رقم مخزون الناتو 1615-01-113-8188 | ||
---|---|---|
رقم القطعة: 70101-31000-043 | رقم القطعة البديل: 701013100043 | رقم مخزون الناتو: 1615-01-113-8188 |
اسم القطعة: شفرة مروحية دوارة | المُصنع: شركة سيكورسكي للطائرات | رمز الكيان التجاري والحكومي: 78286 |
رقم التعريف الوطني: 011138188 | تصنيف المخزون الفدرالي: 1615 مكونات وآليات تحريك شفرات مروحية | |
القطعة رقم 701013100043 ذات رقم مخزون الناتو 1615011138188 صُنع شركة سيكورسكي للطائرات جاهزة للشحن ومتوفرة في مخازننا. هل ترغب بتلق عرض سعر سريع للقطعة رقم 701013100043؟ كل ما عليك فعله هو ملء استمارة الأسئلة في هذه الصفحة، وسيتواصل معك أحد ممثلي المبيعات خلال 15 دقيقة. | ||
إن حقلَي “من يحتاج القطع” و”الكمية” هما أهم حقلين في الاستمارة، حيث يساعداننا في تحديد أولوية طلبك وتوفير عرض ملائم. |
رقم القطع ظاهر في العديد من مواقع موردي قطع غيار الطيران العسكري في الولايات المتحدة، والتي تُظهر أن القطعة صنعتها شركة سيكورسكي، وهي تابعة لشركة لوكهيد مارتن
خاتمة
من خلال التحليل أعلاه، خلص الأرشيف السوري إلى أنه في 3 شباط/ فبراير 2022 استهدفت القوات الأمريكية مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق، كان منزلاً يسكنه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية القرشي في بلدة أطمة بإدلب في الساعات الأولى بعد منتصف الليل، على الأرجح بين الساعة 00:00 والساعة 03:00.
بمقارنة المعلومات مفتوحة المصدر مع التقارير الرسمية للولايات المتحدة، تظهر نقطتان واضحتان للخلاف في الفهم العام لما حدث أثناء الاستهداف:
- التقرير الرسمي لوفيات المدنيين الناجمة عن العملية غير متسق مع التقارير الأخرى، بما في ذلك عدد القتلى الذين صُوّروا في لقطات يمكن التحقق منها بعد الحادث والتُقطت من موقع الحادثة. (والجدير بالذكر أن التناقضات بين الخسائر المدنية الموثقة من موقع الحادثة وتلك التي أبلغت عنها الولايات المتحدة قد تم ملاحظتها واعترف بها جيش الولايات المتحدة).
- كما أبلغت الولايات المتحدة عن وفاة طفل في الغارة نتيجة “الاشتباك العدائي” مع رجل وامرأة في الطابق الثاني. لكن، تشير المعلومات المتاحة إلى احتمالات اتخاذ جميع سكان الطابق الثاني باستثناء واحد منهم وضعية الحماية، وأن عددًا صغيرًا من الذخائر، ذات التأثير الأعلى نسبيًا، التي تم إطلاقها على الشقة تسبب بالأضرار والوفيات الناتجة.
يمكن التعرف بصريًا على خمس وفيات أطفال من بين الوثائق المتاحة مفتوحة المصدر. من الواضح أن التقارير الرسمية عن العملية يشوبها النقص. علاوة على ذلك، هناك حاجة إلى تدقيق الخبراء في التفاصيل الرئيسية لهذه العملية ومعالجة الشفافية العامة من جانب الولايات المتحدة.