استعادة المحتوى المفقود

عمل الأرشيف السوري على استعادة المحتوى المفقود من وسائل التواصل الاجتماعي

يصعب الوصول المادي إلى أماكن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا للتحقيق فيها والإبلاغ عنها، إلا بحدود ضئيلة، كما تكتنفه مخاطر جمّة سواء بالنسبة للصحفيين المستقلين أو وكالات الأنباء الدولية أو هيئات التحقيق التابعة للأمم المتحدة، أو حتى منظمات حقوق الإنسان الدولية. هذا هو السبب الرئيس في اعتمادنا على المحتوى الموثّق المُنشأ من قبل المستخدمين، للمساعدة في بناء القضايا الجنائية، إضافة إلى أبحاث حقوق الإنسان.

لقد فاق عدد ساعات مقاطع الفيديو التي توثّق النزاع في سوريا عدد ساعات النزاع نفسه. فرغم مرور ثماني سنوات على بدء الحرب عام 2011، لا يزال عدد الفيديوهات المُحمّلة على يوتيوب يفوق الخمسين مقطعًا يومياً، مما يجعل هذا المحتوى “أرشيفاً بالصدفة”، ويتيح لأيّ شخص أن يكون شاهدًا على النزاع وقت وقوعه، ربما للمرة الأولى في التاريخ.

لهذا السبب؛ نعمل منذ عام 2014 على أرشفة محتوى آلاف القنوات والحسابات على منصات وسائل التواصل، بما في ذلك الصور، مقاطع الفيديو والمنشورات ذات القيمة التاريخية، والتي تُعتبر أدلّة محتملة على انتهاكات حقوق الإنسان. بعض هذه القنوات تعود لمؤسساتٍ إعلاميّة لها باعٌ طويلٌ في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا منذ عام 2011.

كان لنا دور رياديّ في خوض مناقشات حول إدارة المحتوى من خلال عملنا في المناصرة والسياسات خلال السنوات القليلة الماضية. منظمتنا هي إحدى المجموعات القليلة حول العالم التي تمتلك بيانات كمّية مرتبطة بتأثير سياسات إدارة المحتوى، إضافة إلى بيانات نوعيّة عن أنماط المحتوى الذي تتم إزالته. يشمل ذلك منشورنا الشهري حيث نورِد إحصائيات موجزة للمحتوى المُزال والذي نحتفظ به بشكل آمن من خلال بنيتنا التحتية.

كما تشمل جهودنا في هذا المجال الاشتراك مع الصحافة لتأييد نهج أكثر انتقادًا تجاه ممارسات إدارة المحتوى، العمل مع شركات التواصل الاجتماعي لاستعادة مئات الآلاف من المواد، كتابة أوراق سياسات تتناول مخاطر سياسات إدارة المحتوى على وثائق حقوق الإنسان، والانضمام إلى شبكة نداء كرايستشيرش الاستشارية.