الذاكرة الرقميّة السوريّة
توثيق الذاكرة الرقمية السورية لإنتفاضة عام 2011 ومن بعدها الصراع السوري
أنسنة الذاكرة الرقمية السورية
نسعى من خلال مشروعنا هذا إلى البحث والتقصي في إمكانيات قراءة وتفكيك “معنى” أو “معاني” مايطلق عليه اليوم “الذاكرة الرقمية السورية” لانتفاضة عام 2011 ومن بعدها الصراع السوري.
لقد ساهمت ممارسات وتجارب المدنيين/ات في التوثيق وصناعة المحتوى الرقمي بشكل جوهري، كما شهدنا في الحالة السورية، في إنتاج “شهادات رقمية” متعددة المصادر ضمن معطيات مناطقية واجتماعية وتنظيمية متباينة ودائمة التحول. ينطلق هذا المشروع إذن من أهمية وحاسمية الشهادات الشفوية لمنتجي/ات هذه “الشهادات الرقمية”، لفهم الأبعاد الفردية والإجتماعية لهذه الذاكرة الرقمية من جهة و لعملية إنتاج المحتوى الرقمي والتوثيقي من جهة أخرى.
لم ينتج الأفراد في سوريا “نسخاً” رقمية وتوثيقية عن مشاهد يومياتهم وتجاربهم ضمن الانتفاضة والصراع فحسب، لكنهم أنتجوا معها ومضات رقمية لذاكرات حقيقية معاشة فردياً وجمعياً.
اليوم، أي بعد مرور قرابة التسع سنوات على بداية الاحتجاجات في سوريا وما ترتب عليها من خسائر بشرية ودمار ولجوء ونزوح داخل وخارج سوريا، باتت شهادات الناجين/ات من هذا الصراع، مدخلاً لا بديل له لإدراك الأبعاد الفردية والمجتمعية لعملية إنتاج المحتوى الرقمي التوثيقي السوري ومدى تأثيرها على هذا العملية وتأثرها بها. من هنا ينطلق هذا المشروع من مركزية الشهادات الشفوية لمنتجي/ات المحتوى الرقمي السوري لكونهم اليوم شاهدين/ات ناجين/ات من ناحية، ومن أهمية قراءة هذه الشهادات ضمن سياق ومعطيات عملية التذكّر ذاتها من ناحية أخرى، ذلك لأن فعل التذكّر ليس محض استحضار لذكريات ووقائع سابقة وإنما هو عملية إعادة تكوين وبناء مستمرة للذاكرة عبر أبعاد الزمان والمكان.